يقول الــجاحظ :
".... الكتاب وعاء مليءعلما،وظرفُ حُشي ظرفا،وبستان يحمل في ردن وروضة تنقل في حجر، وناطق ينطق عن الموتى ويترجم عن الاحياء، ولا أعلم رفيقا أطوع ولا معلما أخضع ولاصاحبا أظهر كفاية ولا أقل جناية، ولا اكثر اعجوبة وتصرفا ولا اقل تصلفا وتكلفا من كتــــــــــــــاب،ولا أعلم قرينا أحسن موافاة ولا أعجل مكافأة ولا احضر معونة ولا أخف مؤونة ولا شجرة أطول عمرا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتـــــــــــــــــاب، ولا أعلم نتاجا في حداثة سنة وقرب ميلاده ورخص ثمنه وإمكان وجوده يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن آثار العقول الصحيحة ومحمود الاذهان اللطيفة ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القويمة والتجارب الحكيمة وأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتنازعة والامثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع لك كتــــــــــــــاب ."
انتهى القول المأثور
مع انتقال الطقس من الشتاء الى الصيف مباشرة، حيث الربيع لأيام معدودة في الكويت، تزداد الرغبة في القراءة والاطلاع، ولأنني اضطر بشكل دوري الى إضافة مكتبة جديدة والمزيد من الأرفف كي تحتمل الكتب المتزايدة يوم بعد الآخر في غرفتي التي تعمّدت فيها مؤخراً الى تقليص حجوم قطع الاثاث المتناثرة كي تتسع الزوايا للمزيد من المكتبات وبالتالي الكثير من الكتــب التي تصلني دوماً ، حتى انني صرت أخشى أن أقضي موتاً تحت كل هذه الكتب، كالتي تهاوت على الجاحظ وقتلته
***
لأول مرة في تاريخ رابطة الادباء في الكويت، فازت الاسبوع الماضي "القائمة الادبية" والتي ضمّت عددا من الاسماء الابداعية الشبابية الكويتية ،متضامنة معها عدد من الاسماء من الجيل السابق، والفوزالشبابي الجديد أكثر من مجرّد إشارة عادية الى "رفض" لبق من اعضاء رابطة الادباء في الكويت على مختلف توجهاتهم، رفض لــ السياسة السابقة التي بقيت تتخبط بشكل ما بعيداً عن روح التجديد والتغيير، ، فشــــكرا للوعي الجديد ، والخطط بدأت تتبلور بالشكل المرجو ، فترقّبوا الضوء الآتي
" الادباء رسلٌ للروح، لا حاكـــة للأقنعة المُزركشـــة"
ميخائييل نعيمة