الجمعة، مارس ٢٨، ٢٠٠٨

متى تعود ؟


ربما أجمل ما في "الازمة" الحقيقية التي تعيشها الكويت ، بأن "حل" مجلس الامـــة سيكون سببا لانتخاب مجلس جديد بــ نظام الــ "خمس" دوائر، وشيء ما يعطينا "الامل" بأن "تعبنا" الكثير و "وقوفنا" و "مظاهراتنا" السلمية التي كانت في صيف 2006 الذي أشرف على مطالبتنا بــ تقليص الدوائر الانتخابية، ما راح "هدراً"/"تعباً" أو دون معنــى ، وها نحن "الآن" رغم "الازمات الكثيرة" التي تمر بها الكويت، المعلن منها والمخفي، نستعد لخوض تجربة جديدة، جسّدها أحد رسامي الكاريكاتور في صحيفة ما وكأنها بوصلة ضائعة الاتجاهات، بمعنى حسابات الاخوة "النواب" "متلخبطة ع الآخر" بحكم انها التجربة الأولى...
بقي أن يختار الشعب "ممثليه" بشكل أكثر وعياً، بمعنى .. أننا مللنا كل تلك الاسماء "المكرورة" والتصريحات "النارية" التي تمتلئ بها قاعات المقرات الانتخابية ومن بعدها قاعة "عبدالله السالم" ثم لا شيء سوى مصالح شخصية في البرلمان.. اليوم، صار لزاماً علينا ، اختيار دماء جديدة بأفكار مختلفة، افكار قابلة للتنفيذ وليست وعود تافهة غير قابلة للتحقق،نحتاج لأشخاص "يحبون الكويت" فعلا، ولاشيء "آخر" غيرها، بشــــر حقيقيون، يرغبون فعلا بــ "نماء" الكويت وتطوّرها بعدما نسينا "المشاريع" الانمائية وضاع وقت "الوطن" و "المواطنين" في القروض/الإزالات/المنح/الاجازات/ الاستجوابات وغيرها مما يهدر يوميا آلاف المشاريع التنموية لأجل أن تكون الكويت في مصاف دول "الله" الجميلة.... يجب أن نختار "الافضل" بمقياس حب الكويت... يجب أن "نطعّم" اختياراتنا بــ "نواب" من السيدات، ممثلات فاعلات لأن الشعب " إمرأة ورجل"، سنوات والرجب يمثلنا، فلتكن هناك "إمرأة" الى جانبه تمثل الشريحة الأكبر من المجتمع....
لمرة "مميزة" فكّروا في "الكويت" عند اختياراتكم
بعيداً عن التعصب بأي شكل
عسى أن تعود تلك الأيام الحلوة من تاريخ الكويت الذي نحبه ونسميه "العصر الذهبي" حينما كانت الكويت "حلوة" فعلا، في كل شيء....فهل تعود؟

الجمعة، مارس ٠٧، ٢٠٠٨



حضرت "صدفة" حواراً، مقيتاً، يدور حول "مشكلتنا الأزلية" ، فهم الدين
الحوار بدأ بين شخصين، احدهما صديق، شاعر رقيق "كبير بالسن"،لبنانــــي من الجنوب، لكنه "رفس" التقاليد حيما قرر في "الخمسينيات" من القرن الفائت أن يتزوّج من أحبها قلبه، رغم كل المعوّقات التي رأتها أسرتيهما، وهربت زوجته " النصرانية" معه، وهو "الجنوبي/المسلم/الشيعي"، ليعيشا الى اليوم بأحلى حياة مشتركة بكل تفاصيها..صديقي الــ "سبعيني العمر" الشاعر الذي سُجن لأكثر من ثلاث مرات لأسباب سياسية في لبنان، يرى بأن "الدين لله والوطن للجميع" هكذا ببساطة، دون تعقيدات تكبر كل يوم ونعيشها بأسخف ما يكون،"عصر الكنيسة" الاسلامـــــي هذه المرة، او "عصر المسجد" إن صح التعبير الذي أصبح مسيطراً حتى على أحلامنا، فيما يصح وما لا يجوز، والقائمة لا تنتهي من المحظورات.... كل ذلك لا يهمني
الطرف الثاني من الحوار، شاب مصري،نسخة كلاسيكية عن المتديّنين القدامى،رافع لراية الدين بشكل ليس بغريب في هكذا وقت، الكل ينظّر/يطبّل ـ لأن الدف حلال ـ باسم "الله" تعالى عنهم جميعاً، يكره الخلوة بين الموظفين والموظفات حتى لو كنّا اكثر من 5
بقي ان اخبركم عن الحوار الذي تمحور حول، التعبيرات القرآنية، وإذا ما كان علينا ترجمتها/تأويلها بشكل "حرفي" أم كونها "تعبيرات مجازية" طالما القرآن العظيم معجزتنا "اللغوية" ؟
الاول يسأل الثاني : " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم " ، فهل المقصود هنا أن لله "يد" كــ نحن؟ ام اليد هنا تعني "السلطة" او " القدرة" ؟
الطرف الثاني، وببساطة تامة يرى أن "لله" تعالى عنهم جميعاً "يــــــد"، لكنها "حتما ليست كأيدينا"
***
كنت صامتة كل الحوار، ارتشف قهوتي ببطء
بينما اغوص بكلماتهم وإيماءاتهم التي تكشف الكثير عنهم،سُئلت فجأة :
لم لا تشتركين في الحوار؟
حملت حقيبتي لأباشر عملـــــي بعيداً عنهم قائلة :
ليتنا جميعا نفهم تماما بأننا لسنا مجبرين على مسايرة الآخرين في آرائهم/توجهاتهم/سلوكياتهم..ليفعل كل منكم ما يحب/يقتنع به.. و دعوا الخلق للخالق،فـــ "الدين لله والوطن للجميع"
***
استمتعوا :)