يروى أن توما الأكويني، واحد من أحذق اللاهوتيين في العالم، توقف فجأة عن الكتابة. وعندما شكا إليه أمينُ سرِّه بأن عمله لم يكن قد انتهى بعد، أجاب: "أيها الأخ ريجنالد، لقد اختبرت منذ بضعة شهور شيئاً عن المطلق، بحيث أن كل ما كتبت في حياتي عن الله يبدو لي قبض ريح."
كيف يمكن أن يكون الأمر على غير ذلك حين يصبح العالِم رائياً؟
عندما انحدر الصوفي من الجبل بادره الملحد قائلاً بتهكم: "ماذا جلبت إلينا من جنّة المسرّات التي كنتَ فيها؟"
أجاب الصوفي: "كنت أنوي ملء إزاري أزهاراً أقدمها لأحبائي لدى عودتي. لكني إذ كنتُ هناك سكرتُ بعبير الجنة فأفلت الإزار."
يعبِّر معلِّمو الزِنْ عن ذلك بإيجاز بليغ: "العارف لا يتكلم، المتكلم لا يعرف."
ويقول أبو يزيد البسطامي: "أبعد الخلق من الله أكثرهم إشارة إليه."