الثلاثاء، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٦

الـــــــّــــــنــبي



خلال جولاتي المسروقة من اوقات لجنة الاشراف على جناح المجلس الوطني، و التي كانت لــ 10 ايام ، وعلى فترتين يوميا ، صباحية ومسائية في معرض الكتاب ، كنت اتسّوق لـ فترة الشتاء ، كتباً كثيرة، كنت في كل "لفّة" جديدة على الاجنحة (العربية) اكتشف الجديد من الاصدارات التي تستحق القراءة والاقتناء في مكتبتي الخاصة ، المكتبة التي تتضخم يوماً بعد الآخر حتى صرت أخاف أن اقضي ميتة بعد ان تقع عليّ الكتب ، تأسياً بـ اخوكم
الجاحظ ، رحمه الله اينما كانت روحة تحوم
*****
مررت في اليوم الاخير عند جناح دولة الامارات ، وتحديدا، جناح المركز الثقافي الاماراتي ، وتحصّلت على نسخة أخيرة من المشروع الناجح ، مشروع الكتاب المسموع، وكان اختياري لــ "النبي" لــ جبران خليل جبران ، هذا الساحر الروحاني، الحكيم ، الفيلسوف ، الذي فيه من العظمة ما يجعلنا كــ قرّاء مأخوذين بالسحر واللذة والتأمل غير العادي،، وبما ان شوارعنا تعج بالازدحام ، فلا شك ان فكرة كــ الكتاب المسموع فرصة جيدة لنسيان الازدحام البغيض وشغل أذهاننا بالمفيد من الكتب..... سأضع لكم بعض المقطفات مما احبت خلال انصاتي لــ جماله الخاص
***

قالت المطرة :حدّثنا عن الحب، فأجاب:** إذا الحب أومأ إليكم فاتبعوه حتى ولو كانت مسالكه وعرة وكثيرة المزالق. وإذا الحب لفّكم بجناحيه فاطمئنّوا إليه، حتى وإن جرَّحتكم النّصال المخبوءة تحت قوادمه. وإذا الحبّ خاطبكم فصدقوه، حتى وإن عبث صوته بأحلامكم كما تعبث ريح الشمال بأزهار الحديقة. ومثلما يكون الحب لكم تاجاً، يكون لكم صليباً. فهو إذ ينمّيكم يقلّمكم كذلك.** الحب يجمعكم إليه كما يجمع الحاصد السنابل، ثم يدرسكم ليعرّيكم، ثم يغربلكم لينقّيكم من أحساككم، ثم يطحنكم طحناً ثم يعجنكم عجناً، ومن بعدها يتعهدكم بناره المقدسة كيما يجعل منكم خبزاً مقدّساً لوليمة الله السرّية المقدّسة. كلّ ذلك يفعله الحب فيكم، كيما تنكشف لكم أسرار قلوبكم فتصبحوا بعضاً من قلب الحياة. **الحبّ لا يعطي إلا نفسه، ولا يأخذ إلا من نفسه. الحب لا يملك، ولا يطيق أن يكون مملوكاً وحسب الحب أنه حب.إذا أحبَّ أحدكم فلا يقولنَّ: "إنّ الله في قلبي" . وليقل بالأحرى: "إنني في قلب الله" . ولا يخطرنَّ لكم ببال أنَّ في مُستطاعكم توجيه الحب. بل إنّ الحب، إذا وجدكم مستحقّين، هو الذي يوجّهكم.

تكلّمت المطرة ثانية وقالت: ماذا تقول في الزواج، يا معلّم؟ فأجابها قائلاً:** ولدتما معاً وستظلّان معاّ، حتى في سكون تذكارات الله. ** ليكن هنالك مجالٌ لرياح السماء أن ترقص في ما بينكم، أحبّوا بعضكم بعضاً، ولكن حذار أن تجعلوا من الحب قيداً.** وليملأ الواحد منكم كأس رفيقهِ، ولكن دون أن يشرب الاثنان من كأس واحدة. وليعطِ واحدكم الآخر من خبزه، ولكن من غير أن يأكل الاثنان من عين الرغيف. غنّوا، ارقصوا، وافرحوا معاً، ولكن ليبقَ كلّ واحدٍ منكم على حدة، كما تبقى أوتار القيثار على حدة إذ تهتزّ معاً بنغمٍ واحد.** قفوا معاً، ولكن من غير أن يلتصق واحدكم بالآخر. فأعمدة الهيكل تتساند ولا تتلاصق.** السنديانة والسروة لا تنمو إحداهما في ظلّ الأخرى، وإن هما نبتتا في تربة واحدة.


أية نشوة يبعثها "جبران" المُعلّم فينا حينما يقودنا نحو الجمال والحرية والمحبة ... أترككم معه ، ولمن يهتم بالحصول على نسخة من الكتاب المسموع تجدونه في الكويت في "دار قرطاس" في مكانهم في المباركية - السوق الداخلي ، وعبر موقع الانترنت "نيل وفرات" مقرهم في لبنان
ودّ لـ ذائقتكم

هناك ١٦ تعليقًا:

78o8eYa يقول...

تجرأت و أبحرت
إلى واحتك وصلت
لعبير بوحك استمعت
فاستفدت و استمتعت


الكتاب المسموع ، بالتأكيد لفتة جميلة لنشر روائع ما كتب
ليس عن طريق إعادة طبعها فقط و إنما لتحويلها إلى مادة مسموعة
في زمن أصبحت القراءة فيه قليلة


أعترف إنني لم أقرأ من قبل لجبران
ولكن ما قرأته هنا أثار اعجابي

وشكراً على الإعلان عن طرق الحصول على نسخة من "النبي" المسموعة

لكِ أجمل التحايا
^_^

Unknown يقول...

شكرا على المعلومة

AuThoress يقول...

حقوقية :
أهلا بــ طلتك على فضائي المجنون،لا تغيبي





عاااااجل :
جبران نبـــي حقيقي ، بس الناس لك عليها ترى
حياك الله

سأعود لاحقا

نون النساء يقول...

من ثلاث ايام تقريبا قريت موضوعج


جبران لم أقرأ له حتى الآن كتاباً
يقع مابين طيتيّ مغلف

مجرد مقاطع من هُنا وهُناك
وأحببته من خلالها

بانتظار فرصة أقرب لأحصل على بعض أعماله
والتي وضعتها في قائمتي للكتب التي ساشتريها

النبي
والأجنحة المتكسرة

AuThoress يقول...

نون النســـا :

أنصحك بأن تفعلي، مؤلفات جبران يعشقها الغربيين بشكل لا تتصورينه، ربما لأن انسانيته حقيقية وروحانيته عالية،، ترجمات كتبه وصلت لأبعد مما تظنين، أليس حريا بنا نحن العـــرب ان نتبصر بـ كلماته؟

محبتي لكِ

White Wings يقول...

رائع
هل حضرت مسرحية جبران والنبي للرحابنة في لبنان؟
كانت تعرض من سنتين هناك، كانت ليلة حالمة، حيث تم العرض في مسرح في جبيل على البحر مباشرة، وفي نهاية العرض أتت سفينة حقيقة في الماء وحملت "النبي"...حقاً عرض لا ينسى
لو اقتاد الجميع بكلام النبي عن الزواج، لأصبح أنجح مؤسسو اجتماعية في التاريخ
:)
موضوع رائع جداً
شكرا لك

AseeL يقول...

أهناك من يرسم الحكمة في عقول البشر أكثر من جبران؟
أهناك من يخط تعاريج الحب الثائر في قلوب الشر أكثر من جبران؟

نثر جميل لقلم أكثر جمالا

AseeL يقول...

أهناك من يرسم الحكمة في عقول البشر أكثر من جبران؟
أهناك من يخط تعاريج الحب الثائر في قلوب الشر أكثر من جبران؟

نثر جميل لقلم أكثر جمالا

Amal يقول...

يالجمال تلك المقتطفات التي أخترتيها لنا,,
أول شيء راح أسويه اليوم,,
أني راح أشتري ذلك الكتاب,,
الذي سمعت عنه كثيرا ولكني لم أظن أن فيه ضالتي!!

كلامه عن الحب كان رائعا!!
وكلامه عن الزواج كان أروع!!


تساندا ولا تلاصقا!!
أحد أهم خبراتي في حياتي أكتشفت أني كنت مخطئة خطئا ذريعا
عندما ظنيت أن الزواج هو التوحد!!!

وهاهو المعلم يقول ما أكتشفت مؤخرا!!

مدونة جميلة,,
ومختلفة,,
لطالما بحثت عنها,,
حتى وجدتها صدفة!!

دومي بخير
وفيدينا أفادك الله
:)

لطيف يقول...

راااااااااااائع
مقتطف جميل جدا

AuThoress يقول...

وايت ونغز :

أهلا بك ، للأسف ما تمكنت من حضور المسرحية، انما شاهدتها على قناة دبي، حينما عرضت ، واثق تماما كيف ان للمسرح حضورة البهي الخاص،،وكما تقولين: لو صار جبران نبي المتزوجين ، لكان حالهم افضل

ودّ لكِ

AuThoress يقول...

Miss writer :

أهلا بـ طلّتك على فضائي، وهل قليل ان تقول الراوية في الكتاب المسموع ( يقول المصطفى) ؟ ربما يربك هذا القول البعض ، انما الكتّاب رسل للروح

لا تغيبي

AuThoress يقول...

يا أمل :)
الزواج توحّد روحاني، التقاء مكتوب،انما عمليا هو حياة يتشارك فيها الاثنين، يعطيان ويأخذان بالتساوي، احدهما يساند الآخر، كلاهما يدعم توجهات الآخر بمحبة حقيقية ودون ادعاء


الزواج الصحيح/ حب صحيح وعطاء لاينقطع

اطلالتك تبهج يا امل

AuThoress يقول...

لطيف ،،
يال لطف اطلالتك، اهلا بمرورك :)

Alia يقول...

اشتريت الكتاب منذ 3 سنوات من متحف جبران خليل جبران في الأرز ... وكان بودي شراء جميع اللوحات والكتب والتذكارات الخاصة به .. ومثل ما قالت وايت وينغز .. المسرحية كانت شيء فوق الخيال .. خصوصا ان المكان ساحر

هذا بيت جبران ..و أغراضه الشخصية ... في متحف جبران

AuThoress يقول...

Alia :

جبران ، كنز لمن يقدره...كنز حقيقي

شكرا ع الصورة