لأن الشهر الكريم، طويـــل
ولأن التركيز شبه مفقود لكثر مسلسلاته المتنوعة
ولأني كنت اتجوّل في حافظات الصور الفوتوغرافية الخاصة برحلات السفر المتنوعة، رأيت أن نتشارك بـ معرض صغيرون لبعض اللقطات في عدة دول مررت بها ذات حُلم جميل، يعني نقدر نقول اني اشبه "الكشاف" انما خارج الكويت، ومن يدري، ربما تغيير الطقس نحو الاجمل في الاشهر القادمة سيقودني للتجول والتقاط الصور الاحلى في وطنــــي لنتشارك بها أيضا
سنبدأ في "ســـورية" وتحديدا في "دمشق"، الرحلة كانت في نوفمبر 2005
التصوير ها هنا كان ممنوعا منعاً باتاً ، انما جمال اللقطة للنساء وهن يتضرّعن عند "مقام السيدة رقيــة" جعلني أتهوّر والتقط عدد من الصور لهن، المكان مكتظ بشكل يفوق التصورات، جنسيات متعددة جدا، ويتضح ذلك من اشكال الملابس وانواعها، طقوس كثيرة بقيت أرقبها وهي تُمارس هنا/هناك، كانت تجربة فريدة من نوعها، احببتها
حينما خرجت من المسجد الاموي في "دمشــق"، وعلى مرمى خطوات منه، تكتشف مصادفة "مقام صلاح الدين الايوبي"، الامر الذي أثار شيء من الحزن عندي، هو ندرة عدد زواره، وحتما فأن المقارنة ستكون مجحفة إذا ما قورنت الاعداد الزائرة مع "مقامات" آل البيت ، برغم كل ما كُتب عنه في التاريخ من بطولات، يرقد "الايوبي" وحيدا، إلا من زائر أجنـبي ، وانا... كان عدد "السدنة" اكثر من 6، يبدو حتى عندهم بطالة مقنعة؟

بائع الذرة ،التي تغويك رائحتها عن بُعد، بينما تتجوّل في "أزقة" دمشق العتيقة، أماكن تشبه ما نراه في مسلسل باب الحارة، كل تلك التفاصيل المميزة التي لا تشبه غير دمشق وروعتها، كنت قد استأذنت بائع الذرة لتصويره، الاجمل انه وافق واخبرني بأنه لـــن ينظر للعدسة ليبدو طبيعيا، وكان ان استكمل بيع الذرة بينما التقطت له عدد من الصور، فكان آخر سؤال : لــ وين بَدي روح؟
قلت له : ستذهب للكويت
رد: ع راســـي
السوق القديم، وهذه اللقطة عند انعطافة النهاية فيه، المنطقة كلها منفتحة على بعضها، ما أن تلج زقاق ضيق حتى تجد نفسك في آخر يقودك لمعلم قديم وهكذا .. دمشق، متحف متسع، ورائحة التراث حاضرة بشدة، هنا.. الكثير من الافواج السياحية الأجنبية طبعا، جاءت لـ تستمع للتاريخ رفقة المرشدين السياحيين ، وكنت التقط بعض العبارات الهاربة منهم واستمتع... هذا المكان مزدحم جدا، والاصوات المتداخلة تخبرك بكثير من الاسرار اللذيذة
ركبت التاكسي، وطلبت منه التوجه لـ مكتبة النوري في الحجاز ، كنت هناك، وتبضّعت الكثــــــــــير من الكتب، خرجت لأضيع عمداً في تلك المنطقة، وبينما كنت انوي العبور، تساءلت مع "رفقتي" الجميلة، إذ لفت انتباهي هذا المبنى القديم، فكان أن أجابني احد البائعين على الطريق، انها محطـــة قطار الحجاز ، حتى ان مقطورة قديمة لاتزال تركن عند المدخل للذكرى، سألته إذا ما كنت استطيع الدخول ، اجاب بالإيجاب .. وهناك كانت المفاجأة ، إذ تم تحويل هذه المحطة الاثرية الى مركز لبيع الكتب، لا اخفيكم بأني اشتريت اجمل الكتب منها ، والفكرة بحد ذاتها اسعدتني، خرجت من الجهة الاخرى لأجد آثار السكة الحديدية القديمة، التي عبر منها قطار الشرق
هناك المزيد من الصور
هذي دمشــق وهذي الكأسُ والراحُ