أغنية الطائر 5
كان نصر الدين يأخذ حملاً من الملح إلى السوق. فلما خوَّض حماره في النهر ذاب الملح. وعندما بلغ الضفة المقابلة، طفق الحيوان يدور حول نفسه مبتهجاً بالتخفُّف من حمله. أما نصر الدين فقد تميَّز غضباً.
في يوم السوق التالي حشا الملاّ خرجي الحمار صوفاً. فكاد الحمار يغرق من جراء الوزن الزائد للصوف المشبع بماء النهر.
"دونك!" قال نصر الدين شامتاً. "اعتبر بما حصل لك إذ حسبت أنك كلما خضت في الماء عليك أن تربح!"
شخصان سلكا في الدين. نجا أحدهما، وغرق الآخر.
"الملح" في القصة كناية عن البركة الإلهية، والحمار يرمز إلى الإنسان. حقاً إن المرء ليحسُّ بالراحة عندما يتخفَّف من تكاليف البركة وما تتطلبه من التزام أخلاقي، لكن الحاصل هو أنه سيبقى جائعاً لأن نصر الدين لن يبيع الملح فيشتري له علفاً. أما "الصوف" فهو إشارة لطيفة إلى الصوفي. صحيح أن الحمار ناء طوال المسيرة الثانية بعبء الصوف المشبع بالماء، لكن الحاصل أربح له لأن نصر الدين سوف يبيع الصوف الرطب، الأوْزَن، بسعر أعلى من سعر الصوف الجاف.
هناك ٦ تعليقات:
جميل جدا :) واللي يبي يشيل عشب أخضر؟ لا يذوب ولا يثقل بالماء وانما ينتعش؟
لما ذاب الملح في النهر صار بحر
عرفتها بروحي
~p:
أخيرا قرأت كامل المدونة ووصلت للبوست الأخير
متابع بشغف
أم العيال :
اللي يبي يشيل، يشيل !
زووووز :
تصدفين ما فكرت فيها!؟
عراقي الهوى :
أهلا بك،حياك الله...لماذا اوصدت باب المدونة؟
الزميلة Authoress
أن أكسر قلمي خير لي من أن أكسر عنقي وأشرد أطفالي، فأوصدت باب المدونة وربطت معها لساني الثائر، وصمت بعدها عقلي عن التفكير وركنت خلاياه إلى الراحة المقيتة.
لم أعد أكتب سوى لنفسي وزوجتي وبعض الأصدقاء.. أفتقد تلك اللحظات التي كانت توقظني من نومي فكرة جديدة أو موضوع جديد فأقفز من فراشي إلى الكمبيوتر وأفرغ شحنات عقلي، وأعود بعدها لنوم عميق ولذيذ.
عزائي الوحيد يا زميلتي في مدونات بقية الكتاب العراقيين والكويتيين فأقرأ ما يكتبون وأخال نفسي قد كتبت.
تقبلي تحياتي الودية
عراقي الهوى :
هنا لك متسعٌ من أفكار، شكرا لمرورك النبيل.
إرسال تعليق