الجمعة، مارس ٠٧، ٢٠٠٨



حضرت "صدفة" حواراً، مقيتاً، يدور حول "مشكلتنا الأزلية" ، فهم الدين
الحوار بدأ بين شخصين، احدهما صديق، شاعر رقيق "كبير بالسن"،لبنانــــي من الجنوب، لكنه "رفس" التقاليد حيما قرر في "الخمسينيات" من القرن الفائت أن يتزوّج من أحبها قلبه، رغم كل المعوّقات التي رأتها أسرتيهما، وهربت زوجته " النصرانية" معه، وهو "الجنوبي/المسلم/الشيعي"، ليعيشا الى اليوم بأحلى حياة مشتركة بكل تفاصيها..صديقي الــ "سبعيني العمر" الشاعر الذي سُجن لأكثر من ثلاث مرات لأسباب سياسية في لبنان، يرى بأن "الدين لله والوطن للجميع" هكذا ببساطة، دون تعقيدات تكبر كل يوم ونعيشها بأسخف ما يكون،"عصر الكنيسة" الاسلامـــــي هذه المرة، او "عصر المسجد" إن صح التعبير الذي أصبح مسيطراً حتى على أحلامنا، فيما يصح وما لا يجوز، والقائمة لا تنتهي من المحظورات.... كل ذلك لا يهمني
الطرف الثاني من الحوار، شاب مصري،نسخة كلاسيكية عن المتديّنين القدامى،رافع لراية الدين بشكل ليس بغريب في هكذا وقت، الكل ينظّر/يطبّل ـ لأن الدف حلال ـ باسم "الله" تعالى عنهم جميعاً، يكره الخلوة بين الموظفين والموظفات حتى لو كنّا اكثر من 5
بقي ان اخبركم عن الحوار الذي تمحور حول، التعبيرات القرآنية، وإذا ما كان علينا ترجمتها/تأويلها بشكل "حرفي" أم كونها "تعبيرات مجازية" طالما القرآن العظيم معجزتنا "اللغوية" ؟
الاول يسأل الثاني : " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم " ، فهل المقصود هنا أن لله "يد" كــ نحن؟ ام اليد هنا تعني "السلطة" او " القدرة" ؟
الطرف الثاني، وببساطة تامة يرى أن "لله" تعالى عنهم جميعاً "يــــــد"، لكنها "حتما ليست كأيدينا"
***
كنت صامتة كل الحوار، ارتشف قهوتي ببطء
بينما اغوص بكلماتهم وإيماءاتهم التي تكشف الكثير عنهم،سُئلت فجأة :
لم لا تشتركين في الحوار؟
حملت حقيبتي لأباشر عملـــــي بعيداً عنهم قائلة :
ليتنا جميعا نفهم تماما بأننا لسنا مجبرين على مسايرة الآخرين في آرائهم/توجهاتهم/سلوكياتهم..ليفعل كل منكم ما يحب/يقتنع به.. و دعوا الخلق للخالق،فـــ "الدين لله والوطن للجميع"
***
استمتعوا :)

هناك ١١ تعليقًا:

david santos يقول...

Excellent!
Thank you.

Mohammad Al-Yousifi يقول...

زين سويتي

UmmEl3yal يقول...

بعض النقاشات عقيمة ومضيعة للوقت والجهد والقليل الباقي من الأعصاب .. مشكلة الدخول في نقاش يكون الغرض منه اقناع الاخر بدل من الاستماع له ... الانصات كفيل بحل 70% من مشاكلنا- على الأقل.

sologa-bologa يقول...

تصدقين ماكو فايدة

علشان جذي ما اقول الا كما قال
الشاعر الجميل المشاكس أبو نواس

اني عشقت وهل في العشق من باسِ
ما مر مثل الهوى شيء على راسي
مالي وللناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي ودين الناس للناس

Mok يقول...

احسنتي سترتاحين بهطريقة:)

ezain_kilah يقول...

!أنا أشهد

بس يالغالية منو يفهم ويطبق؟

وعظم الله اجركم وعسى الله يتغمدها فسيح جناته

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

عزيزتي

التسطيح و التنميط بهذه الطريقة أمر مضحك. المتنور المثقف الذي ضحى بالموروث من أجل ما يهوى و يعشق. و الشاب المتحمس من أنصاف المتعلمين الذي لم يخض معركة الحياة و الذي يعتقد إنه إمتلك الحقيقة و تاخذه الحماسة في دينه !!

ليس هذا ما يحدث دائماً. لاحظت أن أغلب الحوارات حول الدين تبدأ من اللادينين أنفسهم :) إن كنت لا تعتقد ، فلا تعتقد ، و لكن لم الإصرار على مناقشة لا تعتقد به ؟ لا ديني يناقش الدين. تبدو المسألة مضحكة أليست كذلك؟

خذي المدونات كظاهرة و أجري مسحاً بسيطاً. نفس الأمر يتكرر ، اللاديني يصر على الهجوم و النقاش و الديني يدافع أحياناً بعقل و بلا عقل أحياناً أخرى

مشكلة اللادينيين العرب كما أراها : إنهم لا يملكون مشروعاً بديلاً. فقط كثير من الضجيج :) دوافعه نفسية أكثر مما تكون فكرية

يبدو إنني حولت البوست الى ما يشبه نقاش زميليك. لذا سأرتشف قهوتي بصمت. صباح الخير :)

غير معرف يقول...

عظم الله اجركم آسف على التاخير
--------
اما النقاش يكون عقيم عندما يكون احد اطراف الحوار يتحدث يشي هو لم يفكر به مجرد انه سمعه فردده وهذا ماحصل في الحوار المذكور
:)

غير معرف يقول...

يمكن للإنسان أن يخسر أقرب المقربين له إذا فتح قلبه لهم.

ماعلينا.

مرّي وهاتي معاج الكتّاب الشباب.
يمكن أحد فيهم يهّمه الموضوع.

AuThoress يقول...

David santos

you welcome :)


kila ma6goog
ما باليد حيلة سوى ما فعلت، الحوارات فس هكذا اوضاع ستكون عقيمة



ummel3yal

مشكلة اغلب البشر عدم الانصات، وترك المجال للآخر لبيان وجهة نظره على الاقل، وليس بالضرورة الاتفاق في وجهات النظر، انما هي شيء من ممارسة الحرية

sologa bologa

ديني لنفسي ودين الناس للناس
" صح والله" مرورك مضيء


mok :
انا مرتاحة، لكن يبدو "البعض" المختلف غير مرتاح لــ راحتي، أهلا بك

AuThoress يقول...

elzain kilah :

يسلّم روحك عزيزتي


حلم جميل بوطن أفضل:

لا أحب عبارة "لا ديني"، اعرف بأن "الله" وحده من يعرف ماذا تضمر في القلب،و "لا ديني" لا تعني بالضرورة "الكفر" كما تُفهم، أثق بأن كل انسان له "إيمانياته" الخاصة التي تعنيه هو وحده وخالقه.



حمودي :

المصيبة أكبر من هكذا نقاش، انما هو مثال لــ فشل يمارسه البعض بحكم الدين، اشكر مشاعرك الطيبة.


Bunaz :

أحيانا "خسارة" الاقرب يكون شيء من التطهّر من "الطين" الذي يحوّط قلوبنا بسبب تراكمات كثيرة ما كنا نراها..

سأزورك في فضائك يا صديق